منيرة وحصه

كل فتاة منا تراودها أحلام عديده وكل وحده فينا تحلم بأنه فارس أحلامها ياخذها معاه بفستانها الابيض بحصانه وتخطط وتفكر وترسم صورة لحياة بتعيشها بالمستقبل بتكون كلها جمال

حصه فتاه بريعان شبابها دخلت الــ20 من عمرها ومثل كل بنت حلمت بهالفارس اللي بياخذها من بيت اهلها وتعيش معاه حياة حلوه كلها سعاده وتكون مثل اختها منيرة اللى اكبر منها بسنين وتكون حياتها مليئه بالفرح والسرور

وبيوم من الايام اشتد المرض على اختها الكبيره منيرة ونامت بالمستشفى وكان مرضها خطير ولانه تربطها علاقه قويه باختها حصه

فكانت حصه تروح تنظف وتغسل وترتب بيت اختها وتودي الاكل لزوجها وتلبس الطفل الصغير وتوكله وبكل زيارة للمستشفى توديه لامة منيرة في المستشفى عشان تشوف ضناها وتيشوفها

وفي بعض الاحيان كانت تروح مع زوج اختها المستشفى خصوصا واهوه اكبر منها باكثرمن عشرسنين فكان الوضع طبيعي وعادي

تحسنت حالة منيرة المريضة وطلعت من المستشفى ولقلق زوجها الشديد عليها خطط وحجز للسفر للندن حتى تكمل العلاج ويتطمن قلبه قالتله ليش بنسافر صرت زينه خلاص قال لها لأ نروح علشان نتطمن ومنها يكون شهر عسل ثاني لنا احنا الاثنين

وبابتسامه وفرح غامر قالتله وولدنا قال لا ماراح ناخذه ويانا خليه بالكويت مع اهلج انا بخاطري نكون احنا الاثنين مع بعض بس ودي أجدد عمرى كله معاج

وقبل السفر بايام انتكست حالة منيرة فودوها المستشفى وكانت حالتها وايد متأزمه والاوكسجين محطوط عليها ما ينشال ومع مرور الأيام البطيئة , الحمدلله تحسنت حالة منيرة

فقال ريلها لاهل منيرة السفر قرب خلونا نجهز اغراضنا وأغير جو منيرة وأطلعها من الحالة اللى اهيا فيها

منيرة كانت هزيلة وتعبانه فكانت تطلب من أختها حصه تحط الأغراض بجنطة السفر

وكانت تحدد اللى تبيه وتقول أهم شي لا تنسين يا حصه البوم الصور الخاص بزوجي وولدي وبعد صور كل شخص أحبه وسيادتي وثوب صلاتي والقرآن وملابسي اليديده

ثاني يوم منيرة أحست بالاختناق بالرعشه و بعدم القدره على التنفس شالوها وعلى طول ودوها المستشفى واهناك واهم يحاولون ينعشونها توقف قلبها وبقدرت رب العالمين ماتت منيرة

ارتاحت من التعب ومن الالم ومن الصراع مع المرض رحلت عن الدنيا تاركه طفل صغير عمره سنتين بهالدنيا

صار العزا الكل بجى وفقد هالانسانة الطيبة والحزن عم البيت وعم كل المعزيين

حصه كانت بوقت العزا ماسكة ولد المرحومة فكانت تهتم فيه

وتداريه وتوكله وتلبسه وتعلقت فيه وايد

وحتى اهلها اللى كان يصبرهم ويواسيهم بحزنهم
هذا الطفل اللى يبتسم دايما ويعتبر الذكرى الوحيده لبنتهم بهالارض

مرت اشهر على وفاة هالاخت ويه الوقت اللى ينتزع فيه هالابو ضناه وياخذ ولده
وصار في بيت المرحومه ضجه كبيره وحزن جديد وخوف على ضياع حفيدهم واحتمال ان الابو يتزوج وتعيشه مرت ابوه بذل

فقالوا الحل الوحيد ان حصه تتزوجه علشان يضمنون ان ولدهم يكون عندهم بإيد امينه موعند غريبه تذله وتهينه


ودار حوار كبير وعريض برفض حصه واصرار الاهل وبالاخير استسلمت للامر الواقع
ضحت بشبابها بحياتها بسعادتها وبفارس احلامها الوسيم اللى كانت حاطه في بالها انه بياخذها على حصاانه وتروح وياه لي ابعد الحدود في سبيل سعادة اهلها وحياة هالطفل
كلموا زوج المرحومة وكان معارض معارضه شديده وبالاخير وبعد حن ورن وزن من اهلها واهله وافق

وبدال العرس الضخم ولبسها لثوب الزفاف الابيض وفرحتها صار العرس عائلي بحت مليئ بالحزن والفستان الابيض صار اسود

وبدت حياه جديده اخذها الزوج واول مادخل البيت قال لها لاتحطين هالعطر اختج كانت تستخدم نفسه

ويه اليوم الثاني وقامت الصبح تدوربالبيت وما تلقاه
ببكاء وحزن عميق اتصلت على اهلها قالوا لها يمكن صار شي وطلع
اتصلت عليه انت وينك هديتنى وطلعت قال لها رايح فيلجا موقادر كل شي يذكرني باختج


اشتكت لأهلها وأهلها دوم يصبرونها



وبيوم من الايام يتها فكره علشان هالريل ويا عل وعسى تعيش مثل المعاريس الثانيين تذوق طعم السعاده تحس بالفرح وتبتسم
غيرت بكل شي فيها غيرت لون شعرها ضعفت اكثر مما اهيه ضعيفه
وكشخت وتعطرت والبست وقعدت تنطره
وتبطل الباب

ودش البيت وقال لها ليش سهرانه قالتله والابتسامه بويها ناطرتك ماني قادره انام بقعد اسولف وياك

سكت وبدل ملابسه وحط راسه بينام يتله وقالتله انطر ليش بتنام ودي احاجيك واتكلم وياك قال لها شنو تبين بنام وراي قعده الصبح بحزن عميق ودموعها بعينها انت ليش تعاملنى جذي انا مو زوجتك الحين

فقال لها انا مااقدر اتقبلج نهائيا فكري وعقلي وقلبي ملك لاختج ومحد بيغير هالشي


راحت لاهلها تشكي الحال وتبي تتطلق ماهي قادره تعيش معاه بنفس البيت قالوا انتى ترضين ولد اختج يروح عند احد غريب ومانشوفه قالت لأ
قالوا سكتي وعيشي هذي حياتج اللى انكتبت لج

قالت ضيم وقهر وعيشتى معاه كأنى اخته ويمكن حتى اخته يكلمها قالوا لها صبري وانتى مأجوره عند ربج
قالت مأجوره بس بتم جنى طوفه بهالبيت
واطلعت والدموع تنزل من عيونها

سنين تليها سنين والعمر يمضى والطفل كبر وماهو عارف بحرقه قلب هالمسكينه وتضحيتها علشانه
كل اللى سوته علشان اهلها مافاد وماغير شي ابد

لبست ثوب السواد ولاتزال لابسته وكأنها جدار بهالبيت او مزهريه محطوطه او ركن منسي بهالحياه والبيت

حياتها الحين مجابله هالصغيرالى كبر وصار متفوق وتضحك وبداخلها ألم وحزن عميق تبتسم وقلبها حزين وهالريل حياته فيلجا او بحر اوسفر والبيت جنه فندق اييه اخر الليل ويحط راسه وينام

صارت جسد بدون روح

ودايما تردد هالعباره لنا وتقول لو شنو لاتضحون بحياتكم وسعادتكم وتصيرون مثلي

اللى خلاني اكتب هالقصه انى شفتها وكأنها جثه وشكلها حزين

الحين عمرها صار 30 ولاتزال عايشه بحزن دفين وشبابها وعمرها وحياتها راحوا
ومايفيد الحين اي صوت يتكلم

وحياتها مثل مااهي ماتغيرت بالاسم زوجه ومالها لاحقوق ولا واجبات ولاشي
وبردتنا للبيت واحنا بالسياره قلت حق امى
يماه حرام ليش هدموا حياتها وخلوها تضحي بعمرها وتعيش مع انسان مايبيها ومااعتقد انه كان بيمنعهم من شوفت الولد
قالتلي خلاص الحين سنين معاه ومااتوقع انها بتتكلم الحين كبرت
يمه الحين لو تحجت منو بيسمعها منو بيواسيها انتهت حياتها يوم خذته وبتم على طول عايشه جذي بجحيم

اخوانى واخواتي قراء مدونتي
نصيحة
لاتضحون بشبابكم وحياتكم وتعيشون مع انسان قلبه وعقله مع غيركم